تعدد الثقافات واختلافها



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

شاطر

 

  •   
HTML Online Editor Sample

 

سما_2910 غير متصل

MoHaMeD





 
عدد المساهمات : 322
تاريخ التسجيل : 18/07/2012
عضو مشرف لمنتديات باك نت
 
 
مُساهمةموضوع: تعدد الثقافات واختلافها     تعدد الثقافات واختلافها  Emptyالإثنين أغسطس 13, 2012 8:04 am

تعدد الثقافات واختلافها

- تمهيد:


إن ما يميز النوع البشري، هو التعدد، سواء تعلق الأمر بعرقه، أو بثقافته (لغته، دينه، نمط عيشه…)، وهذا التعدد ليس سمة مميزة للحضارات والشعوب والأمم فحسب، بل هي سمة يتميز بها المجتمع الواحد، والثقافة الواحدة أيضا، غير أن الإقرار بالتعدد، قد يلغي القول بالأصل أو الهوية الواحدة، كما قد يلغي التفاضل بين الثقافات والاعتقاد في سمو ثقافة على أخرى، وهذا ما يدفعنا إلى طرح الأسئلة التالية:
- هل هناك ثقافة كونية واحدة؟ أم هناك ثقافات متعددة؟
- وإن كانت متعددة، فهل العلاقة بينها، علاقة صراع؟ أم تعايش؟


1- كونية الثقافة وتعدد الثقافات:
إن ازدواجية وحدة / تنوع الثقافات- في نظر إدغار موران- ازدواجية أساسية: تحافظ الثقافة على الهوية الإنسانية، وبشكل أدق على الأشياء الأكثر خصوصية فيها، وتحافظ الثقافات على الهويات الاجتماعية في أدق خصوصيتها. قد تعطي الثقافة الانطباع بأنها تنغلق على ذاتها حفاظا على هويتها الخاصة، لكنها في الواقع تظل مفتوحة، إذ تدمج داخلها ليس فقط المعارف والتقنيات، ولكن أيضا الأفكار، والتقاليد، والمأكولات، والأفراد الآتين من آفاق أخرى. وكل ربط بين ثقافتين فيه إغناء للثقافات ذاتها، إنه يفضي إلى إنجازات خلاقة، بفضل التهجينات الثقافية كتلك التي أعطت الفلامينكو، وموسيقى أمريكا اللاتينية،
والراي… وعلى العكس من ذلك، يشكل تدمير ثقافة ما بفعل الهيمنة التقنية الحضارية، خسارة للبشرية جمعاء، والتي يشكل تنوع ثقافتها أحد أغلى كنوزها.


2- صراع الثقافات وتعايشها:


أ- صدام الحضارات:

تجتهد الشعوب والأمم- حسب صموئيل هنتينجتون- للجواب عن السؤال الأساسي بالنسبة لجميع الناس ألا وهو: من نحن؟ وتتم العودة إلى أقدم الأجوبة التقليدية بحثا عن الجواب، إنهم يعودون إلى ما يعتبرونه مهما بالنسبة لهم. يعثرون على ذواتهم في الجماعات الثقافية: القبائل، الأعراق، الجماعات الدينية، الأمم والحضارات بشكل عام، فهم يستغلون السياسة، ليس من أجل تقديم مصالحهم الخاصة، بل من أجل تحديد هويتهم، إننا نعرف من نحن عندما نعرف ما لسنا إياه، وفي الغالب عندما ندرك ضد من نحن. إن الدول- الأمم، تظل هي العوامل الرئيسية الفاعلة على الساحة الدولية، وكما كان الأمر في الماضي، فإن سلوكها يبقى مقيدا بالبحث عن القوة والثروة، إلا أن هذا البحث يخضع أيضا، وبامتياز، للروابط الجماعية والاختلافات الثقافية…
في هذا العالم الجديد، لن تحدث الصراعات الشاملة والمهمة والخطيرة بين الطبقات الاجتماعية، بين الأغنياء والفقراء، بين الجماعات المحددة وفق معايير اقتصادية، بل ستحدث بين شعوب منتمية لهويات ثقافية مختلفة. إن الحروب القبَلية والصراعات العرقية، سوف تتأجج أكثر فأكثر داخل الحضارات نفسها.




ب- كيفية مواجهة صراع الثقافات:

تؤدي كل من نزعة التمركز حول العرق، ونزعة التمركز حول المجتمع، إلى أنواع مختلفة من كره الأجانب ومن النزعات العنصرية، حسب إدغار موران، والتي يمكن أن تصل إلى حدود نزع صفة الإنسان عن الأجنبي. وهكذا فالصراع الحقيقي ضد النزعات العنصرية، من الأفضل أن يتم ضد جذورها المتمركزة حول الذات وحول المجتمع، عوض أن يتم ضد أعراضها. إن مسببات ونتائج أسوء عدم الفهم لهي الأفكار المسبقة، وأنواع التبرير العقلاني المعتمدة على آليات اعتباطية، وتبرير الذات بشكل جنوني، والعجز عن النقد الذاتي، واعتماد طريقة مرضية في البرهنة، والكبرياء، والجحود، والاحتقار، وخلق متهمين وهميين والعمل على محاكمتهم.
- استنتاج:
إن الثقافة وإن كانت معطى كونيا نظرا لوجودها في كل الحضارات والمجتمعات، فهي تتعدد بتعدد هذه المجتمعات نفسها كل حسب تاريخه ومحيطه. إلا أن كثير من الأشكال الثقافية تؤدي إلى صراعات ونزاعات بين الجماعات والشعوب، لكن عندما يتم تجاوز هذا الصراع، يحصل الارتقاء إلى مستوى التعايش السلمي ويسود الاحترام المتبادل والتسامح.

    

صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات باك نت :: المنتديات التعليمية :: منتدى التعليم الثانوي التاهيلي :: الجدع المشترك-